أشعار قصيرة حزينة

هناك الكثير من الشعراء الذين كانوا لهم أشعاراً قصيرة حزينة كثيرة للغاية، والتي كانوا يعبرون فيها عن شعورهم بالحزن أثناء عزلتهم، والتعبير عما يشعرون به بعد تركهم لأحبائهم، فالقصائد هي الطريقة الأمثل لهم للتعبير عما بداخلهم، والبوح به بسهولة.

أشعار قصيرة حزينة

فيما يلي أشعار قصيرة حزينة لشعراء مختلفين:[1]

قصيدة وكذب أحزاني (فاروق جويدة) “أحزاني تكذب يا قلبي

ما عدت أصدق أحزاني

قالت: ستسير وتتركني

وأعود لشعري عصفورا

بالحب يسافر وجداني

والدمع الحائر يتركني

والزمن الظالم ينساني

والحب يعود.. يظللني

يرعى الأحلام.. ويرعاني

لكن الحزن يطاردني

غيرت كثيرا.. عنواني

وبطاقة أسفاري شاخت

مزقها ليل الحرمان

يعرفني حزني.. يعرفني

ما أثقل حزن الإنسان

ما أقسى أن يولد أمل

ويموت بيأس الأحزان

ما أصعب أن نرضع حلما

يوما من ثدي البركان

فالنار تطارد أحلامي

من يخنق صوت النيران؟

من يأخذ من حزني عهدا

أن يترك يوما شطآني؟

أحزاني تكذب يا قلبي

ما عدت أصدق أحزاني

فوجد لديها.. عنواني”

قصيدة رأيت على لوح الخيال يتيمة (أحمد شوقي) “رَأَيتُ عَلى لَوحِ الخَيالِ يَتيمَةً * قَضى يَومَ لوسيتانيا أَبَواها

فَيا لَكَ مِن حاكٍ أَمينٍ مصَدَّق * وَإِن هاجَ لِلنَفسِ البكا، وَشَجاها

فَواهاً عَلَيها ذاقَتِ اليُتمَ طِفلَةً * وَقوِّضَ ركناها وَذَلَّ صِباها

وَلَيتَ الَّذي قاسَت مِنَ المَوتِ ساعَةً * كَما راحَ يَطوي الوالِدَينِ طَواها

كَفَرخٍ رَمى الرامي أَباهُ، فَغالَه * فَقامَت إِلَيهِ أمُّهُ، فَرَماها

فَلا أَبَ يَستَذري بِظِلِّ جَناحِهِ * وَلا أُمَّ يَبغي ظِلَّها وَذَراها

وَدَبّابَةٍ تَحتَ العُبابِ بِمَكمَنٍ * أَمينٍ تَرى الساري، وَلَيسَ يَراها

هِيَ الحوت، أَو في الحوتِ مِنها مَشابِهٌ * فَلَو كانَ فولاذاً لَكانَ أَخاها

أَبَثّ لِأَصحابِ السَفينِ غَوائِلاً * وَأَلأَمُ ناباً، حينَ تَفغَرُ فاها

خَئونٌ إِذا غاصَت غَدورٌ إِذا طَفَت * ملَعَّنَة في سَبحِها، وَسراها

تبَيِّت سُفنَ الأَبرِياءِ مِنَ الوَغى * وَتَجني عَلى مَن لا يَخوض رَحاها

فَلَو أَدرَكَت تابوت موسى لَسَلَّطَت * عَلَيهِ زباناها وَحَرَّ حماها

وَلَو لَم تغَيَّب فُلكُ نوحٍ، وَتَحتَجِب * لَما أَمِنَت مَقذوفَها وَلَظاها

فَلا كانَ بانيها، وَلا كانَ رَكبُها * وَلا كانَ بَحرٌ ضَمَّها وَحَواها

وَأفٍّ عَلى العِلمِ الَّذي تَدَّعونَه * إِذا كانَ في عِلمِ النفوسِ رَداها”

قصيدة يا دار أين ترحل السكان (عنترة بن شداد) “يا دار أَينَ تَرَحَّلَ السكّانُ * وَغَدَت بِهِم مِن بَعدِنا الأَظعانُ

بِالأَمسِ كانَ بِكِ الظِباءُ أَوانِساً * وَاليَومَ في عَرَصاتِكِ الغِربان

يا دارَ عَبلَةَ أَينَ خَيَّمَ قَومُها * لَمّا سَرَت بِهِمُ المَطيُّ وَبانوا

ناحَت خَميلات الأَراكِ وَقَد بَكى * مِن وَحشَةٍ نَزَلَت عَلَيهِ البان

يا دارُ أَرواحُ المَنازِلِ أَهلُها * فَإِذا نَأَوا تَبكيهِمُ الأَبدانُ

يا صاحِبي سَل رَبعَ عَبلَةَ وَاِجتَهِد * إِن كانَ لِلرَبعِ المُحيلِ لِسانُ

يا عَبلَ ما دامَ الوِصال لَيالِياً * حَتّى دَهانا بَعدَهُ الهِجرانُ

لَيتَ المَنازِلَ أَخبَرَت مستَخبِراً * أَينَ اِستَقَرَّ بِأَهلِها الأَوطان

يا طائِراً قَد باتَ يَندُب إِلفَهُ * وَيَنوحُ وَهوَ موَلَّهٌ حَيران

لَو كنتَ مِثلي ما لَبِستَ مُلَوَّناً * حُسناً، وَلا مالَت بِكَ الأَغصانُ

أَينَ الخَلِيُّ القَلبِ مِمَّن قَلبُه * مِن حَرِّ نيرانِ الجَوى مَلآنُ

عِرني جَناحَكَ، وَاِستَعِر دَمعي الَّذي * أَفنى، وَلا يَفنى لَهُ جَرَيانُ

حَتّى أَطيرَ مُسائِلاً عَن عَبلَةٍ * إِن كانَ يمكِنُ مِثلِيَ الطَيَران”

قصيدة الحب ما منع الكلام الألسنا (المتنبي) “الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسنا

وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى

مِن غَيرِ جرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا

بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما

أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا

وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد

أَشفَقت تَحتَرِق العَواذِلُ بَينَنا

أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها

نَظَراً فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثنا

أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً

ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا

وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي

فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا

وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى

وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا

لِأَبي الحُسَينِ جَدىً يَضيقُ وِعائُهُ

عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا

وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها

وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا”

قصيدة أجل إن ليلى حيث أحياؤها الأسد (ابن زيدون) “أَجَل إِنَّ لَيلى حَيثُ أَحياؤُها الأُسدُ

مَهاةٌ حَمَتها في مَراتِعِها أُسدُ

يَمانِيَةٌ تَدنو وَيَنأى مَزارُها

فَسِيّانِ مِنها في الهَوى القُربُ وَالبُعدُ

إِذا نَحنُ زُرناها تَمَرَّدَ مارِدٌ

وَعَزَّ فَلَم نَظفَر بِهِ الأَبلَقُ الفَردُ

تَحول رِماحُ الخَطِّ دونَ اِعتِيادِها

وَخَيلٌ تَمَطّى نَحوَ غاياتِها جرد

لَحِيٍّ لَقاحٍ تَأنَف الضَيمَ مِنهُمُ

جَحاجِحَةٌ شيبٌ وَصُيّابَةٌ مردُ

أَبٌ ذو اِعتِزامٍ أَو أَخٌ ذو تَسَرُّعِ

فَشَيحان ماضي الهَمِّ أَو فاتِكٌ جَلدُ

فَما شيمَ مِن ذي الهَبَّةِ الصارِمِ الشَبّا

وَلا حطَّ عَن ذي المَيعَةِ السابِحِ اللِبدُ

وَفي الكِلَّةِ الحَمراءَ وَسطَ قِبابِهِم

فَتاةٌ كَمِثلِ البَدرِ قابَلَهُ السَعدُ

عَقيلَةُ سِربٍ لا الأَراكُ مَرادُهُ

وَلا قَمِنٌ مِنهُ البَريرُ وَلا المَردُ

تَهادى فَيُضنيها الوِشاحُ غَريرَةٌ

تَأَوُّه مَهما ناسَ في جيدِها العِقدُ

إِذا استُحفِظَت سِرَّ السُرى جُنحَ لَيلِها

تَناسى النَمومانِ الأُلُوَّةُ وَالنَدُّ

لَها عِدَّةٌ بِالوَصلِ يوعِدُ غِبَّها

مَصاليتُ يُنسى في وَعيدُهُمُ الوَعد

عَزيزٌ عَلَيهِم أَن يَعودَ خَيالُها

فَيُسعِفَ مِنها نائِلٌ في الكَرى ثَمد”

المراجع

  1. aldiwan.net , قصائد ( حزينه ) , 2024-04-02