قصائد شعر حزينة

تتنوع قصائد الشعراء ما بين شعر المدح والغزل والهجاء والرثاء إلا أنهم يمتلكون كذلك مجموعة أشعار قصيرة حزينة، والتي تتنوع ما بين شعر في العصر الحديث والأندلسي والعباسي وغيره من العصور الأخرى، ويعبرون فيها الشعراء عن ضيق حالهم.

قصائد شعر حزينة

فيما يلي قصائد شعر حزينة لمجموعة من الشعراء:[1]

  • قصيدة طال عليها القدم (أحمد شوقي):

“طالَ عَلَيها القِدَم * فَهيَ وجودٌ عَدَم

قَد وئِدَت في الصِبا * وَاِنبَعَثَت في الهَرَم

بالَغَ فِرعَونُ في * كَرمَتِها مَن كَرَم

أَهرَقَ عُنقودَها * تَقدِمَةً لِلصَنَم

خَبَّأَها كاهِنٌ * ناحِيَةً في الهَرَم

اِكتشِفَت فَاِمَّحَت * غَيرَ شَذاً أَو ضَرَم

أَو كَخَيالٍ لَها * بَعدَ مَتابٍ أَلَم

نَمَّ بِها دَنّها * وَهيَ عَلَيهِ أَنَم

بي رَشَأٌ ناعِمٌ * ما عَرفَ العُمرَ هَم

أَخرَجَها اللَهُ كَال * زَهرَةِ وَالحسن كِم

تَخطر عَن عادِلٍ * لَم يُرَ إِلّا ظَلَم

تَبسِمُ عَن لُؤلُؤٍ * قَدَّرَه مَن قَسَم

كَرَّمَه في النَوى * هَذَّبَه في اليتَم

مضطَهَدٌ خَصرُها * جانِبُه مهتَضَم

طاوَعَ مِن صَدرِها * أَيَّ قَوِيٍّ حَكَم

حَمَّلَهُ ثِقلَه * ثمَّ عَلَيهِ اِدَّعَم

تَسأَل أَترابَها * مومِئَةً بِالعَنَم

أَيّ فَتىً ذَلِكن * نَ العَرَبِيَّ العَلَم

يَشرَبها ساهِراً * لَيلَتَه لَم يَنَم

قلنَ تَجاهَلتِهِ * ذَلِكَ رَبّ القَلَم

شاعِر مِصرَ الَّذي * لَو خَفِيَ النَجم لَم

قلت لَها لَيتَ لَم * نرمَ وَفي نتَّهَم

عاذِلَتي في الطِلى * لَو أَنصَفَت لَم ألَم

إِن عَبَسَ العَيشُ لي * عذت بِها فَاِبتَسَم

يَشرَبها كابِرٌ * بَينَ ضلوعي أَشَم

يَبذل إِلّا النهى * يَهتِك إِلّا الحُرَم

يكسِبُها خلقَه * يَمزجها بِالشِيَم

يَمنَعها حِلمَه * إِن دَفَعَته اِحتَشَم

تِلكَ شموس الدُجى * أَم ظَبِيّاتُ الخِيَم

تقبِل في مَوكِبٍ * شَقَّ سَناه الظلَم

خلت بِأَنوارِهِ * قَرنَ ذكاءٍ نَجَم

مَقصِدها سدَّة * آلَ إِلَيها العِظَم

حَيث كِبار المَلا * بَعض صِغارِ الخَدَم

قَد وَقَفوا لِلمَها * فَاِنسَرَبَت مِن أَمَم

تَخطِر مِن جَمعِهِم * بَينَ ليوثٍ بهَم

خارِجَةً مِن شَرىً * داخِلَةً في أَجَم

ناعِمَةً لَم ترَع * لاهِيَةً لَم تَجَم

اِنتَشَرَت لُؤلُؤاً * في المهَجاتِ اِنتَظَم

تَمرَج في مَأمَنٍ * مِثلَ حَمامِ الحَرَم

مؤتَلِفٌ سِربها * حَيثُ تَلاقى اِلتَأَم

مندَفِعاتٌ عَلى * مختَلِفاتِ النَغَم

بَينَ يَدٍ في يَدٍ * أَو قَدَمٍ في قَدَم

تَذهَب مَشيَ القَطا * تَرجِع كَرَّ النَسَم

تَبعَث أَنّى بَدَت * ضَوءَ جَبينٍ وَفَم

تعجِل خَطواً تَني * فاتِنَةً بِالرَسَم

تَجمَع مِن ذَيلِها * تَترُكه لَم يلَم

تَرفل في مخمَلٍ * نَمَّ وَلَمّا يَتِم

تَتبَع إِلّا الهَوى * تَقرَب إِلّا التهَم

فَاِجتَمَعَت فَاِلتَقَت * حَولَ خِوانٍ نظِم

منتَهَبٍ كلَّما * ظنَّ بِهِ النَقص تَم

مائِدَةٌ مَدَّها * بَحر نَوالٍ خِضَم

تَحسَبها صوِّرَت * مِن شَهَواتِ النَهَم

لَم ترَ في بابِلٍ * ما عهِدَت في إِرَم

حاتِم لَو شامَها * أَقلَعَ عَمّا زَعَم

مَعن لَوِ اِنتابَها * أَدرَكَ مَعنى الكَرَم

أَشبَه بِالبَحرِ لا * يحرِجها مزدَحَم

قامَ لَدَيها المَلا * يَبلغ أَلفَينِ ثَم

مقتَرِحاً ما اِشتَهى * ملتَقِياً ما رَسَم

لَو طَلَبَ الطَيرَ مِن * أَيكَتِهِ ما اِحتَرَم

يا مَلِكاً لَم تضِق * ساحَته بِالأمَم

تجمَع أَشرافَها * مِن عَرَبٍ أَو عَجَم

تخطِر مَن أَمَّها * بَينَ صنوفِ النِعَم

سادَة أَفريقيا * لجَّتِها وَالأَكَم

أَنتَ رَشيد العلى * في المَلأَينِ اِحتَكَم

لَيلَتكم قَدرُها * فَوقَ غَوالي القِيَم

مشرِقَةٌ مِثلُها * في زَمَنٍ لَم يَقم

لا بَرَحَ الصَفو في * ظِلِّكمو يغتَنَم

ما شَرِبوها وَما * طالَ عَلَيها القِدَم”

  • قصيدة ضريح بنتي جعلت بيتي (أبو حيان الأندلسي)

“ضَريح بِنتي جَعَلت بَيتي * وَقلت لَيتي أموت لَيتي

قدومُ حَيٍّ يَغيبُ يُرجَى * وَلَيسَ يرجى قُدومُ مَيتِ

يا عَينُ ابكي دَماً عَلَيها * فَلَيسَ يجري دَمعٌ بَكَيتِ

يا لَيلَةَ البَينِ مِن نضارٍ * صَدَّعتِ قَلبي بِما جَنَيتِ

يا تربَةً قَد حَوَت نُضاراً * طِبتِ شَذاً بِالَّذي حَوَيتِ

وعيتِ عَقلاً وَبَحرَ عِلمٍ * وسؤدداً بِالَّتي وَعَيتِ

أَمَضَّني الحزن يا نضارٌ * وَصِرتُ مُضنىً لَمّا مَضَيت

أَصبَحتُ فَرداً فَلَيتَ أَنِّي * قَضَيت نَحباً لَمّا قَضَيت

سَعَيتِ لِلعلمِ باجتهادٍ * وَلَم تمتَّعي بِما وَعَيتِ

سَرَت إِلى عالمٍ عَلِيٍّ * روحُكِ يا بعد ما سَرَيتِ

إِلى سَماءِ الَّذي تَسامَت * حَتّى رَأَيت الَّذي رَأَيتِ

الروح مِنكِ اِستحالَ طَيراً * لَمّا تَشَكّى الظَما سقيتِ

وَآخِر النُطقِ كانَ مِنكِ الت * تشَهّد اللذ بِهِ رَبَيتِ

وَقَدَّسَ اللَه مِنكِ روحاً * نالَت مِن الخُلدِ ما اشتَهَيتِ

وَإِنَّ بَيتاً أَضحى مَحَلاً * لِخَيرِ بِنتٍ لَخَيرُ بيتِ”

  • قصيدة ضاعف من بثي وأحزاني (البحتري)

“ضاعَفَ مِن بَثّي وَأَحزاني * فَقد أَخِلّايَ وَإِخواني

إِنَّ الَّذي أَسخَطَني لَو رَمى * فِيَّ إِلى العَدلِ لَأَرضاني

وَلِلَّيالي في تَصاريفِها * حكمانِ فيما رابَنا اثنانِ

وَفي خطوبِ الدَهرِ إِن فتِّشَت * طَعمانِ مِن شهدٍ وَخطبانِ

وَعادَة الأَيّامِ في فِعلِها * تَخلِط مِن سوءِ وَإِحسانِ

تِلكَ العلا يعوِلنَ وَجداً عَلى * أَيّوبِهِنَّ بنِ سلَيمانِ

عَلى امرِئٍ لَم يلفَ في سؤددٍ * بِواهِنِ السَعيِ وَلا وانِ

ثاوٍ مَضى وَالجود تِلوٌ لَه * لا أَوَّلٌ يرجى وَلا ثانِ

صَبراً أَبا العَبّاسِ صَبراً عَلى * رَزيأَةٍ معضِلَةِ الشانِ

وَنَكبَةٌ تجرى عَقابيلُها * مَضامِعَ الباقي عَلى الفاني”

  • قصيدة على أي حال لليالي أعاتب (ابن خلدون)

“على أي حال لليالي أعاتب

وأي صروف للزمان أغالب

كفى حزنا إني على القرب نازح

وإني على دعوى شهودي غائب

وأني على حكم الحوادث نازل

تسالمني طوراً وطوراً تحارب

سلوتهم إلا اد كار معاهد

لها في الليالي الغابرات غرائب

وإن نسيم الريح منهم يشوقني

إليهم وتصبيني البروق اللواعب”

المراجع

  1. aldiwan.net , قصائد ( حزينه ) , 2024-04-02