كيفية التضلع بماء زمزم بنية الشفاء

ماء زمزم هو ماء طاهر طهور، جعل الله تعالى فيه خصائص علاجيّة لم تكن لغيره من المياه الموجودة على سطح الأرض، فيمكن لأي شخص ينوي الشفاء من علّته سواءً علة نفسيّة أو جسديّة أن يتضّلع بهذا الماء حدّ الارتواء، وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته للشرب والاستشفاء من هذا الماء، والرش منه على الجسد والبدن إن أمكن ذلك.

كيفية التضلع بماء زمزم بنية الشفاء

فيما يلي بياناً لكيفية التضلع بماء زمزم بنيّة الشفاء: [1]

  • استقبال القِبلة: فالمسلم الذي يرغب بالاستشفاء من ماء زمزم عليه أن يستقبل جهة القبلة أولاً، والقبلة هي وجهة الصلاة والاتجاه الثابت نحو المسجد الحرام، وهي أول خطوة التضلع بماء زمزم.
  • التسمية: فالمسلم متى نوى الاستشفاء من ماء زمزم، يبدأ تضلّعه بالتسمية بالله تعالى، وذكر اسم الله قبل المباشرة بشرب الماء، حتى يبارك الله تعالى له في مشروبه، ويُبعد عنه شر الشيطان وشِركه.
  • الإكثار من شرب ماء زمزم: فلا يكتفي المسلم بشرب رشفات قليلة من ماء زمزم، بل عليه أن يشرب منه حد الارتواء، وحتى يصل الماء إلى كل طرف من أطراف جسمه، وهذه هي الغاية من التضلع.
  • الدعاء عند الشرب: استحب علماء الأمة أن يقوم المسلم بعد التسمية بالدعاء لربه بأي دعاء من الأدعية المستحبة كأن يقول: (بسم الله، اللهم اجعله لنا علما نافعا، ورزقا واسعا، وريا وشبعا، وشفاء من كل داء، واغسل به قلبي، واملأه من حكمتك)، أو يقول إذا أراد أن يغفر الله له: (اللهم إني أشربه لتغفر لي، اللهم فاغفر لي)، ويقول إذا أراد الشفاء من مرضه: (اللهم إني أشربه مستشفيا به [من] مرض، اللهم فاشفني).
  • التنفس 3 مرات: فيُخرج المسلم الذي يرغب بالتضلع من ماء زمزم أنفاسه 3 مرات أثناء شربه للماء.
  • شرب الماء بِنَفسه: فيُستحب لمن أراد الاستشفاء بماء زمزم أن يشربه هو بنفسه، ممسكاً إياه بيده، وأن لا يجعل أحداً من الناس يقوم بذلك.
  • رفع البصر والنظر إلى البيت الحرام: ففي كل مرة يشرب منها المسلم الماء، يُستحب له أن يرفع رأسه ناظراً إلى البيت الحرام.
  • مسح الرأس والوجه والجسد بالماء: استحب علماء الأمة أن يمسح المسلم رأسه، ووجهه، وثوبه من ماء زمزم، حتى تصل بركته إلى كل جزء من أجزاء الجسم، وإلى كل طرف من أطرافه.
  • الرش من ماء زمزم على الثوب والجسد: فقد استحب علماء الأمة الرش من ماء زمزم على الثوب والجسد، وذلك لثبوت قيام بعض السلف الصالح بالرش من الماء على البدن والثوب، وذلك إمعاناً في تحقيق الغايات المرجوة من شربه، سواءً كانت غايات دنيويّة أو أخرويّة.
  • حَمد الله تعالى: بعد أن يُنهي المسلم تضلّعه بماء زمزم، يحمد الله تعالى وشكره على نعمة ماء زمزم، وأن جعل الله فيها خيراً وبركة وشفاء، لأن المسلم الحق هو الذي يتضلع بماء زمزم، والمنافق الكافر لا يتضلع منه، دل على ذلك حديث عبدالله ن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (آيةُ ما بيننا وبينَ المنافقينَ أنَّهم لا يتضلَّعونَ مِن زَمزَمَ)[2].
  • اليقين التام بالله تعالى: فقبل أن يبدأ المسلم كل هذه الخطوات، وقبل البدء بالتضلع بالماء، يجب على المسلم أن يكون على يقين تام بأن الله تعالى هو الشافي المُعافي، وليس الماء بحد ذاته، فمن يريد الله تعالى له الشفاء سيسهّل له كل أسبابه سواءً بماء زمزم أو بغيره، ومن لا يريد الله له الشفاء لن ينفعه ماء زمزم أو غيره، فالشفاء بيد الله تعالى وحده، وماء زمزم هو وسيلة أوجدها الله تعالى لتحقيق الرغبات والغايات بإذنه.

المراجع

  1. islamweb.net , فضل ماء زمزم , 2024-04-08
  2. شرح البخاري لابن الملقن , عبدالله بن عباس، ابن الملقن ،شرح البخاري لابن الملقن ، 11/458 ،إسناده جيد