اجمل الشعر الجاهلي

الشعر الجاهلي هو نوع من أنواع الشعر الذي كان ينظمه الشعراء في عصر الجاهليّة، وهو شعر معبّر وجزل يحكي عن الكثير من الأمور الواقعية التي كانت تحدث للشعراء في تلك الحقبة، فقد تنوعت أغراضه ما بين الغزل، والرثاء، والمديح، وغير ذلك، وقد برع عدد كبير من شعراء العصر الجاهلي، وما زالت أشعارهم تتداول حتى يومنا هذا، وأبرز هؤلاء الشعراء، زهير بن أبي سُلمى، امرؤ القيس، عمرو بن كلثوم، الأعشى وغيرهم الكثيرين.

اجمل الشعر الجاهلي

تالياً أجمل أبيات الشعر الجاهلي وأعذبها:[1]

  • قصيدة جميل بن معمر المُلقب ب جميل بثينة “ألا ليت ريعان الشباب جديد” في الغزل:

أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ
وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ
فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ
قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ
وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ
وَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرى
لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ
خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ
وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍ
إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ
إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي
مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ
وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ
تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ
فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً
وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ
جَزَتْكِ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً
إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ
وَقُلْتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي
مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ
وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً
وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ

  • قصيدة جميل بن معمر المُلقب ب جميل بثينة “قفنا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل”، وهي قصيدة رثاء وفخر في ذات الوقت:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مَهَراقَةٌ
فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
كَدِينِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ
فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي
أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ
فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ
يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا
وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا
عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ
إذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْحَرَفَتْ لَهُ
بِشِقٍّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لم يُحَوَّلِ
وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ
عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي
وَإنْ كنتِ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّيْ خَليْقَةٌ
فَسُلِّيْ ثِيَابِيْ مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ
وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقْدَحِي
بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

  • قصيدة عمرو بن كلثوم ألا هبي بصحنك فأصبحينا”، وهي قصيدة في الغزل:

أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا
وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا
مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيها
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا
تَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُ
إِذا ما ذاقَها حَتّى يَلينا
تَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّت
عَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهينا
صَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍو
وَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَمينا
وَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو
بِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحينا
وَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّ
وَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِرينا
وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناياَ
مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعيناَ
نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا
قِفي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرماً
لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمينا
بِيَومِ كَريهَةٍ ضَرباً وَطَعناً
أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ العُيونا
وَإنَّ غَداً وَإِنَّ اليَومَ رَهنٌ
وَبَعدَ غَدٍ بِما لا تَعلَمينا
تُريكَ إِذا دَخَلتَ عَلى خَلاءٍ
وَقَد أَمِنَت عُيونَ الكاشِحينا
ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
هِجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا
وَثَدياً مِثلَ حُقِّ العاجِ رَخصاً
حَصاناً مِن أَكُفِّ اللامِسينا
وَمَتنَي لَدنَةٍ سَمَقَت وَطالَت
رَوادِفُها تَنوءُ بِما وَلينا
وَمَأكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنها
وَكَشحاً قَد جُنِنتُ بِهِ جُنونا

  • قصيدة الأعشى “صحا القلب من ذكرى قتيلة بعدما” وهي قصيدة في الغزل:

وَقَد عَلِمَت بِالغَيبِ أَنّي أُحِبُّها
وَأَنّي لِنَفسي مالِكٌ في تَجَمَّلِ
وَما كُنتُ أَشكي قَبلَ قَتلَةَ بِالصِبى
وَقَد خَتَلَتني بِالصِبى كُلَّ مَختَلِ
وَإِنّي إِذا ما قُلتُ قَولاً فَعَلتُهُ
وَلَستُ بِمِخلافٍ لِقَولي مُبَدَّلِ
تَهالَكُ حَتّى تُبطِرَ المَرءَ عَقلَهُ
وَتُصبي الحَليمَ ذا الحِجى بِالتَقَتُّلِ
إِذا لَبِسَت شَيدارَةً ثُمَّ أَبرَقَت
بِمِعصَمِها وَالشَمسُ لَمّا تَرَجَّلِ
وَأَلوَت بِكَفٍّ في سِوارٍ يَزينُها
بَنانٌ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
رَأَيتَ الكَريمَ ذا الجَلالَةِ رانِياً
وَقَد طارَ قَلبُ المُستَخِفَّ المُعَذَّلِ
فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
تَزَيَّدُ في فَضلِ الزَمامِ وَتَعتَلي
فَأَيَّةَ أَرضٍ لا أَتَيتُ سَراتَها
وَأَيَّةُ أَرضٍ لَم أَجُبها بِمَرحَلِ
وَيَومِ حِمامٍ قَد نَزَلناهُ نَزلَةً
فَنِعمَ مُناخُ الضَيفِ وَالمُتَحَوِّلِ
فَأَبلِغ بَني عِجلٍ رَسولاً وَأَنتُمُ
ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجدٍ مُؤَثَّلِ
فَنَحنُ عَقَلنا الأَلفَ عَنكُم لِأَهلِهِ
وَنَحنُ وَرَدنا بِالغَبوقِ المُعَجَّلِ
وَنَحنُ رَدَدنا الفارِسِيِّينَ عَنوَةً
وَنَحنُ كَسَرنا فيهِمُ رُمحَ عَبدَلِ
فَأَيَّ فَلاحِ الدَهرِ يَرجو سَراتُنا
إِذا نَحنُ فيما نابَ لَم نَتَفَضَّلِ
وَأَيَّ بَلاءِ الصِدقِ لا قَد بَلَوتُمُ
فَما فُقِدَت كانَت بَلِيَّةُ مُبتَلي

  • قصيدة عبيد بن الأبرص “يا صاحِ مهلاً قل العذل يا صاح”، وهي قصيدة في العتاب الحكمة:

يا صاحِ مَهلاً أَقِلَّ العَذلَ يا صاحِ
وَلا تَكونَنَّ لي بِاللائِمِ اللاحي
حَلَفتُ بِاللَهِ إِنَّ اللَهَ ذو نِعَمٍ
لِمَن يَشاءُ وَذو عَفوٍ وَتَصفاحِ
ما الطَرفُ مِنّي إِلى ما لَستُ أَملِكُهُ
مِمّا بَدا لي بِباغي اللَحظِ طَمّاحِ
وَلا أُجالِسُ صُبّاحاً أُحادِثُهُ
حَديثَ لَغوٍ فَما جِدّي بِصُبّاحِ
إِذا اِتَّكَوا فَأَدارَتها أَكُفُّهُمُ
صِرفاً تُدارُ بِأَكواسٍ وَأَقداحِ
إِنّي لَأَخشى الجَهولَ الشَكسَ شيمَتُهُ
وَأَتَّقي ذا التُقى وَالحِلمِ بِالراحِ
وَلا يُفارِقُني ما عِشتُ ذو حَقَبٍ
نَهدُ القَذالِ جَوادٌ غَيرُ مِلواحِ
أَو مُهرَةٌ مِن عِتاقِ الخَيلِ سابِحَةٌ
كَأَنَّها سَحقُ بُردٍ بَينَ أَرماحِ
وَمَهمَهٍ مُقفِرِ الأَعلامِ مُنجَرِدٍ
نائي المَناهِلِ جَدبِ القاعِ مِنزاحِ
أَجَزتُهُ بِعَلَنداةٍ مُذَكَّرَةٍ
كَالعَيرِ مَوّارَةِ الضَبعَينِ مِمراحِ
وَقَد تَبَطَّنتُ مِثلَ الرِئمِ آنِسَةً
رُؤدَ الشَبابِ كَعاباً ذاتَ أَوضاحِ
تُدفي الضَجيعَ إِذا يَشتو وَتُخصِرُهُ
في الصَيفِ حينَ يَطيبُ البَردُ لِلصاحي
تَخالُ ريقَ ثَناياها إِذا اِبتَسَمَت
كَمِزجِ شُهدٍ بِأُترُجٍّ وَتُفّاحِ
كَأَنَّ سُنَّتَها في كُلِّ داجِيَةٍ
حينَ الظَلامُ بَهيمٌ ضَوءُ مِصباحِ
إِنّي وَجَدِّكَ لَو أَصلَحتُ ما بِيَدي
لَم يَحمَدِ الناسُ بَعدَ المَوتِ إِصلاحي
أَشري التِلادَ بِحَمدِ الجارِ أَبذُلُهُ
حَتّى أَصيرَ رَميماً تَحتَ أَلواحِ
بَعدَ الظَلالِ إِذا وُسِّدتُ حَثحَثَةً
في قَعرِ مُظلِمَةِ الأَرجاءِ مِكلاحِ
أَو صِرتُ ذا بومَةٍ في رَأسِ رابِيَةٍ
أَو في قَرارٍ مِنَ الأَرضينَ قِرواحِ
كَم مِن فَتىً مِثلِ غُصنِ البانِ في كَرَمٍ
مَحضِ الضَريبَةِ صَلتِ الخَدِّ وَضّاحِ
فارَقتُهُ غَيرَ قالٍ لي وَلَستُ لَهُ
بِالقالِ أَصبَحَ في مَلحودَةٍ ناحي
هَل نَحنُ إِلّا كَأَجسادٍ تَمُرُّ بِها
تَحتَ التُرابِ وَأَرواحٍ كَأَرواحِ

  • قصيدة زهير بن أبي سلمى “أمِن أم أوفى دمنة لم تكلم” وهي قصيدة غزل وفيها تبددو الحكمة واضحة:

سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ
رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ
وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ
وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي
وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ
وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ
عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ
وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ
وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ
يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ
وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ
وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ فَإِنَّهُ
يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ
وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ
وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ
وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ
وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ

  • قصيدة عنترة بن شداد “فخر الرجال سلاسل وقيود”، هي قصيدة في الفخر:

فَخرُ الرِجالِ سَلاسِلٌ وَقُيودُ
وَكَذا النِساءُ بَخانِقٌ وَعُقودُ
وَإِذا غُبارُ الخَيلِ مَدَّ رُواقَهُ
سُكري بِهِ لا ما جَنى العُنقودُ
يا دَهرُ لا تُبقِ عَلَيَّ فَقَد دَنا
ما كُنتُ أَطلُبُ قَبلَ ذا وَأُريدُ
فَالقَتلُ لي مِن بَعدِ عَبلَةَ راحَةٌ
وَالعَيشُ بَعدَ فِراقِها مَنكودُ
يا عَبلَ قَد دَنَتِ المَنِيَّةُ فَاِندُبي
إِن كانَ جَفنُكِ بِالدُموعِ يَجودُ
يا عَبلَ إِن تَبكي عَلَيَّ فَقَد بَكى
صَرفُ الزَمانِ عَلَيَّ وَهوَ حَسودُ
يا عَبلَ إِن سَفَكوا دَمي فَفَعائِلي
في كُلِّ يَومٍ ذِكرُهُنَّ جَديدُ
لَهفي عَلَيكِ إِذا بَقيتِ سَبِيَّةً
تَدعينَ عَنتَرَ وَهوَ عَنكِ بَعيدُ
وَلَقَد لَقيتُ الفُرسَ يا اِبنَةَ مالِكٍ
وَجُيوشُها قَد ضاقَ عَنها البيدُ
وَتَموجُ مَوجَ البَحرِ إِلّا أَنَّها
لاقَت أُسوداً فَوقَهُنَّ حَديدُ
جاروا فَحَكَّمنا الصَوارِمَ بَينَنا
فَقَضَت وَأَطرافُ الرِماحِ شُهودُ
يا عَبلَ كَم مِن جَحفَلٍ فَرَّقتُهُ
وَالجَوُّ أَسوَدُ وَالجِبالُ تَميدُ
فَسَطا عَلَيَّ الدَهرُ سَطوَةَ غادِرٍ
وَالدَهرُ يَبخُلُ تارَةً وَيَجودُ

  • قصيدة عنترة بن شداد “إذا فاض دمعي واستهل على خدي” وهي من القصائد الحماسية، يقول الشاعر:

إِذا فاضَ دَمعي وَاِستَهَلَّ عَلى خَدّي
وَجاذَبَني شَوقي إِلى العَلَمِ السَعدي
أُذَكِّرُ قَومي ظُلمَهُم لي وَبَغيَهُم
وَقِلَّةَ إِنصافي عَلى القُربِ وَالبُعدِ
بَنَيتُ لَهُم بِالسَيفِ مَجداً مُشَيَّداً
فَلَمّا تَناهى مَجدُهُم هَدَموا مَجدي
يَعيبونَ لَوني بِالسَوادِ وَإِنَّما
فِعالُهُمُ بِالخُبثِ أَسوَدُ مِن جِلدي
فَوا ذُلَّ جيراني إِذا غِبتُ عَنهُمُ
وَطالَ المَدى ماذا يُلاقونَ مِن بَعدي
أَتَحسِبُ قَيسٌ أَنَّني بَعدَ طَردِهِم
أَخافُ الأَعادي أَو أَذِلُّ مِنَ الطَردِ
وَكَيفَ يَحُلُّ الذُلُّ قَلبي وَصارِمي
إِذا اِهتَزَّ قَلبُ الضِدِّ يَخفُقُ كَالرَعدِ
مَتى سُلَّ في كَفّي بِيَومِ كَريهَةٍ
فَلا فَرقَ ما بَينَ المَشايِخِ وَالمُردِ
وَما الفَخرُ إِلّا أَن تَكونَ عِمامَتي
مُكَوَّرَةَ الأَطرافِ بِالصارِمِ الهِندي
نَديمَيَّ إِمّا غِبتُما بَعدَ سَكرَةٍ
فَلا تَذكُرا أَطلالَ سَلمى وَلا هِندِ
وَلا تَذكُرا لي غَيرَ خَيلٍ مُغيرَةٍ
وَنَقعَ غُبارٍ حالِكِ اللَونِ مُسوَدِّ
فَإِنَّ غُبارَ الصافِناتِ إِذا عَلا
نَشِقتُ لَهُ ريحاً أَلَذَّ مِنَ النَدِّ
وَرَيحانَتي رُمحي وَكاساتُ مَجلِسي
جَماجِمُ ساداتٍ حِراصٍ عَلى المَجدِ
وَلي مِن حُسامي كُلَّ يَومٍ عَلى الثَرى
نُقوشُ دَمٍ تُغني النَدامى عَنِ الوَردِ
وَلَيسَ يَعيبُ السَيفَ إِخلاقُ غِمدِهِ
إِذا كانَ في يَومِ الوَغى قاطِعَ الحَدِّ
فَلِلَّهِ دَرّي كَم غُبارٍ قَطَعتُهُ
عَلى ضامِرِ الجَنبَينِ مُعتَدِلِ القَدِّ
وَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَبَدَّدَت
هِزاماً كَأَسرابِ القَطاءِ إِلى الوِردِ
فَزارَةُ قَد هَيَّجتُمُ لَيثَ غابَةٍ
وَلَم تُفرِقوا بَينَ الضَلالَةِ وَالرُشدِ
فَقولوا لِحِصنٍ إِن تَعانى عَداوَتي
يَبيتُ عَلى نارٍ مِنَ الحُزنِ وَالوَجدِ

المراجع

  1. adabworld.com , العصر الجاهلي , 2024-05-09

مقالات ذات صلة