ابيات من الشعر الجاهلي

الشعر الجاهلي هو الشعر الذي انتشر في عصر الجاهلية قبل الإسلام، وكان أجمل الشعر الجاهلي هو الذي كان في الغزل، والحكمة، وامتاز الشعر الجاهلي عموماً بعباراته وألفاظه الجزلة، كذلك امتاز بمعانيه وأفكاره العميقة، وتوظيف الشعراء الجاهليين عدد من عناصر الطبيعة مثل الغيوم، الخيول، والمطر، والمرأة في شعرهم، والأغراض الشعرية في الشعر الجاهلي تنوعت ما بين الغزل، والمديح وغير ذلك.

ابيات من الشعر الجاهلي

فيما يلي بيان لبعض أبيات من الشعر الجاهلي:[1]

  • قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي “يا دار عمرة من محتلها الجرعا” في الشوق والغزل:

يا دارَ عَمرَةَ مِن مُحتَلِّها الجَرَعا
هاجَت لِيَ الهَمَّ وَالأَحزانَ وَالوَجَعا
تامَت فُؤادي بِذاتِ الجِزعِ خَرعَبَةٌ
مَرَّت تُريدُ بِذاتِ العَذبَةِ البِيَعا
جَرَّت لِما بَينَنا حَبلَ الشُموسِ فَلا
يَأساً مُبيناً تَرى مِنها وَلا طَمَعا
فَما أَزالُ عَلى شَحطٍ يُؤَرِّقُني
طَيفٌ تَعَمَّدَ رَحلي حَيثُما وُضِعا
إِنّي بِعَينَيَّ إِذ أَمَّت حُمولُهُمُ
بَطنَ السَلَوطَحِ لا يَنظُرنَ مَن تَبِعا
طَوراً أَراهُمُ وَطَوراً لا أُبينُهُمُ
إِذا تَواضَعَ خِدرٌ ساعَةً لَمَعا
بَل أَيُّها الراكِبُ المُزجي عَلى عَجَلٍ
نَحوَ الجَزيرَةِ مُرتاداً وَمُنتَجِعا
أَبلِغ إِياداً وَخَلِّل في سَراتِهِمِ
أَنّي أَرى الرَأَيَ إِن لَم أُعصَ قَد نَصَعا
يا لَهفَ نَفسِيَ أَن كانَت أُمورُكُمُ
شَتّى وَأُحكِمَ أَمرُ الناسِ فَاِجتَمَعا

  • قصيدة الشاعر سنان المري “إن أمسي لا أشتكي نصبي إلى أحد” في الفخر:

إِن أُمسي لا أَشتَكي نُصبي إِلى أَحَدٍ
وَلَستُ مُهتَدِياً إِلّا مَعي هادِ
فَقَد صَبَحتُ سَوامَ الحَيِّ مُشعِلَةً
رَهواً تَطالَعُ مِن غَورٍ وَأَنجادِ
وَقَد يَسَرتُ إِذا ما الشَولُ رَوَّحَها
بَردُ العَشِيِّ بِشَفّانِ وَصُرّادِ
ثُمَّتَ أَطعَمتُ زادي غَيرَ مُدَّخِرٍ
أَهلَ المَحلَّةِ مِن جارٍ وَمِن جادِ
وَقَد دَفَعتُ وَلَم أَجرُر عَلى أَحَدٍ
فَتقَ العَشيرَةِ وَالأَكفاءِ شُهّادي
قَد يَعلَمُ القَومُ إِذ طالَت غَزاتُهُم
وَأَرمَلوا الزادَ أَنّي مُنفِدٌ زادي
وَلَستُ غاشِيَ أَخلاقٍ أُسَبُّ بِها
حَتّى يَؤوبَ مِنَ القَبرِ اِبنُ مَيّادِ
أَثنوا عَلَيَّ فَكائِن قَد فَتَحتُ لَكُم
مِن بابِ مَكرُمَةٍ تُعتَدُّ أَو وادِ

  • قصيدة الشاعرة هند بنت معبد “أَأُميم هيهات الصبا ذهب الصبا” في الرثاء:

أَأُميم هَيهات الصبا ذهب الصبا
وَأَطارَ عنّي الحلم جهلُ غرابي
أَين الألى بالأمسِ كانوا جيرةً
أَمسَوا دفينَ جنادلٍ وترابِ
ماتوا وَلَو أنّي قدرت بِحيلةٍ
لأحدتُ صرف الموتِ عَن أحبابي
ما حيلَتي إلّا البكاءُ عليهمُ
إنّ البكاءَ سلاحُ كلّ مصابِ

  • قصيدة الشاعر هُمام التميمي “إن الغواني قد عجبن كثيرا” في الفخر:

إِنَّ الغَواني قَد عَجِبنَ كَثيراً
وَرَأَينَني شَيخاً صَحَوتُ كَبيرا
قَصدُ الغَواني أَن أَرَدنَ هَوادَتي
حَسبُ الكَبيرِ مُجَرَّباً مَخبورا
إِنّي لَأَبذُل لِلخَليلِ إِذا دَنا
مالي وَأَترُكُ مالَهُ مَوفورا
وَإِذا أَرَدتُ ثَوابَ ما أَعطَيتُهُ
فَكَفى بِذاكَ لِنائِلٍ تَكديرا
إِنّي اِمرِؤٌ عَفُّ الخَلائِقِ لا أَرى
طُرُقَ السَماحَةِ يا أُمَيمَ وَعورا

  • قصيدة الشاعر امرؤ القيس “أمن ذكر سلمى إن نأتك تنوص” في الغزل:

أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
فَتَقْصُرُ عنها خُطوةًَ وتَبُوصُ
وكم دونَها مِن مَهْمَهٍ ومَفَازةٍ
وكم أرضِ جَدْبٍ دونَها ولُصُوصُ
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْمًا بجَنْبِ عُنَيزَةٍ
وَقَد حانَ مِنها رِحلَةٌ فَقُلُوصُ
بأسودَ مُلْتَفِّ الغَدَائِرِ واردٍ
وذي أُشُرٍ تَشُوفُهُ وَتشُوصُ
مَنَابِتُهُ مِثْلُ السُّدُوسِ وَلَوْنُهُ
كشوكِ السَّيالِ فهو عَذْبِ يُفِيضُ
فهل يُسْلِيَنَّ الهَمَّ عنكِ شِمِلَّةٌ
مُدَاخِلَةٌ صُمُّ العِظَامِ أَصُوصُ
تَظَاهَرَ فِيهَا النِّيُّ لا هيَ بَكْرَةٌ
وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الزِّمامِ قَمُوصُ

  • قصيدة الشاعر حاتم الطائي “وما من شيمتي شتم ابن عمي” وهي في الفخر :

وَما مِن شيمَتي شَتمُ اِبنِ عَمّي
وَما أَنا مُخلِفٌ مَن يَرتَجيني
سَأَمنَحَهُ عَلى العِلّاتِ حَتّى
أَرى ماوِيِّ أَن لا يَشتَكيني
وَكِلمَةِ حاسِدٍ مِن غَيرِ جُرمٍ
سَمِعتُ وَقُلتُ مُرّي فَاِنقِذيني
وَعابوها عَلَيَّ فَلَم تَعِبني
وَلَم يَعرَق لَها يَوماً جَبيني
وَذي وَجهَينِ يَلقاني طَليقاً
وَلَيسَ إِذا تَغَيَّبَ يَأتَسيني
نَظَرتُ بِعَينِهِ فَكَفَفتُ عَنهُ
مُحافَظَةً عَلى حَسَبي وَديني
فَلوميني إِذا لَم أَقرِ ضَيفاً
وَأُكرِم مُكرِمي وَأُهِن مُهيني

  • قصيدة الشاعر  عنترة بن شداد “سكتُّ فغرّ أعدائي السكوت” في الحِكمة:

سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ
وَظنُّوني لأَهلي قَدْ نسِيتُ
وكيفَ أنامُ عنْ ساداتِ قومٍ
أنا في فَضْلِ نِعْمتِهمْ رُبيت
وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعادي
ونَادوني أجَبْتُ متى دُعِيتُ
بسيفٍ حدهُ يزجي المنايا
وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ
خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً
وقد بليَ الحديدُ ومابليتُ
وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا
ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ
وَإني قَدْ شَربْتُ دَمَ الأَعادي
بأقحافِ الرُّؤوس وَما رَويتُ
فما للرمحِ في جسمي نصيبٌ
ولا للسيفِ في أعضاي َقوتُ
ولي بيتٌ علا فلكَ الثريَّا
تَخِرُّ لِعُظْمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ

  • قصيدة الشاعرة الخنساء “أعيني جودا ولا تجمدا”، وهي من أشهر قصائد الرثاء:

أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا
أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى
أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ
أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ
سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا
إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ
إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا
فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ
مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا
يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم
وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا
تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ
يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا
وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ
تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى

  • قصيدة الشاعر الأسود التغلبي “ولقد شهدت الخيل تحمل شكتي” في الفخر:

وَلَقَد شَهدتُ الخَيلَ تَحملُ شكتي
عَتَدٌ أُمِر مِن السَّوابِحِ هَيكَلُ
أَما إِذا اِستَدبَرتُهُ فَمُلَزَّزٌ
وَيزيفه تَصدِيرُهُ إِذ يُقبِلُ
وَكَأَنَّما تَهوي بِبَزّي كُلَّما
حَرَّكتُهُ فَهَوى حَثِيثا أَجدَلُ
وَلَقَد تَرَكتُ القِرنَ في يَومِ الوَغى
وَالنَّحرُ مِنهُ بِالدِّماءِ مُرَمَّلُ
وَإِذا دُعِيتُ إِلى النِّزالِ فَإِنَّنِي
في القَومِ أَولُ مَن يُجِيبُ وَيَنزِلُ

  • قصيدة الشاعر لنابغة الذبياني “المرء يأمل أن يعيش” في الحكمة:

المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ
وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقى
بَعدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
وَتَخونُهُ الأَيّامُ حَتّى
لا يَرى شَيئاً يَسُرُّه
كَم شامِتٍ بي إِن هَلِكتُ
وَقائِلٍ لِلَّهِ دَرُّه

  • قصيدة الشاعر زهير بن أبي سلمة “ومهما تكن عند مرئ من خليقة” في الحكمة:

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ

وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ

وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ

وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ

  • قصيدة الشاعر ذو الإصبع العدواني “جزعت أمامة أن مشيت على العصا” في الحكمة:

جزعت أمامة أن مشيت على العصا
وتذكّرت إذ نحن الفتيان
فلقبلُ ما رام الأله بكيدهِ
إرَماً وهذا الحيّ من عدوان
بعد الحكومة والفضيلة والنهى
طاف الزمان عليهم بأوانٍ
وتفرّقوا وتقطّعت أشلاؤهُم
وتبدّدوا فرَقاً بكلّ مكان
جدَبَ البلاد واعقمت أرحامهُم
والدهر غيّرهم مع الحدثان
حتى أبادهمُ على أحزاهمُ
صرعى بكلّ نقيرةٍ ومَكانِ
لا تعجبنّ أمامُ من حدَثٍ عرا
فالدهر غيرنا مع الأزمان

  • قصيدة الشاعر قس بن ساعدة “قد كنت أسمع بالزمان ولا أرى” في الحكمة:

قَد كُنتُ أَسمَعُ بِالزَمانِ وَلا أَرى
أَنَّ الزَمانَ يُطيقُ نَتفَ جَناحي
فَأَراهُ أَسرَعَ فِيَّ حَتّى أَصبَحَت
بيضاً مُتونُ عَوارِضي مِن أَراحي
وَأَنا الكَبيرُ لِنِسبَةٍ في قَومِهِ
هَيهاتَ كَم ناسَمتُ مِن أَرواحي
صافَحتُ ذا جَدَنٍ وَأَدرَكَ مَولِدي
شَمِرُ بنُ عَمرٍو يُتَّقى بِالراحِ
وَالقَيلُ ذو يَزَنٍ رَأَيتُ مَحَلَّهُ
بِالقَهرِ بَنيَ جَنادِلٍ وَصِفاحِ
فَتَكَ الزَمانُ بِمُلكِ حِميَرَ فَتكَةً
تَسعى بِكُلِّ عَشِيَّةٍ وَصَباحِ

المراجع

  1. aldiwan.net , العصر الجاهلي , 2024-05-10

مقالات ذات صلة