اخر سورة نزلت في مكة

هناك الكثير من الاختلافات حول تحديد آخر سورة نزلت من السورة المكية، ويرجع ذلك إلى الاختلافات حول بعض السور على أنها مكية أو مدنية، ويرجع ذلك بالتحديد حول كل من سورة المطففين وسورة العنكبوت، فالآراء تختلف حول أنهم سور مكية أو مدنية.

اخر سورة نزلت في مكة

فيما يلي نتعرف على آخر سورة نزلت في مكة:[1]

  • سورة المطففين: 
    • هناك بعض الآراء التي تقول إن سورة المطففين هي آخر ما نزل من السور المكية، وذلك ما قد ذكره محمد سيد طنطاوي؛ حيث إنها تتحدث عن الأبرار والفجار، وكذلك الزمخشري في كتاب “الكشاف”، كما أنه الإمام السيوطي قد ذكر ذلك أيضًا في كتاب “الإتقان”؛ إذ إنها نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة إلى المدينة، ويذكر القرطبي كذلك أنها سورة مكية؛ حيث إنه نقل عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قوله: والضحاك ومقاتل.
    • يوجد كذلك بعض الآراء التي تقول إن السورة قد نزلت بين مكة والمدينة، فكان نزولها الأخير في المدينة.
    • ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- أنها سورة مدنية عدا ثماني آيات منها، وهي الثماني آيات الأخيرة من السورة.
    • يقال كذلك أنها سورة مدنية، وأنها كانت أول ما نزل من السور المدنية، وقيل عن الكثير من العلماء أنها من أفضل الأقوال نزولها بين مكة والمدينة، وقد ذكر عن جابر بن زيد أنها قد نزلت ما بين مكة والمدينة، ولكن يرجع أنها سورة مكية؛ لأن تعريف السور المدنية حسب ما أخذ من علماء علوم القرآن هي السور التي نزلت بعد الهجرة.
    • إن عدد آيات سورة المطففين 63 آية، وهي تتحدث عن ظلم الأغنياء للفقراء، وتقوم السورة كذلك بمحاربة المطففين من الناس للميزان، كما أنه قد جاء بها ذكر لأعمال الفجار وجزائهم في الآخرة، وكذلك تحدث عن الأبرار وجزائهم، وجاء بها أيضًا توضيح لسخرية الفجار من المؤمنين، وتغير أحوالهم في الآخرة؛ حيث إنه يسخر المؤمنين منهم.
  • سورة العنكبوت:
    • تأتي سورة العنكبوت في السورة التاسعة والعشرين من ترتيب المصحف، وهناك الكثير من الاختلافات حول كون السورة مكية أم مدنية، فهي تعد مكية لدى البعض، ومدنية لدى البعض الآخر، كما أنه يرى آخرين أن بعضها مكي وبعضها مدني.
    • تعتبر سورة العنكبوت من أواخر السور التي قد نزلت في مكة، وقد نزل بعضها في المدينة، ولهذا فإنها تعد من السور المكية عند البعض، ومدنية عند البعض الآخر.
    • يرجع سبب تحديد السورة على أنها مكية هو أن سورة الروم قد نزلت قبلها، وقد نزل بعدها سورة المطففين، وكلاهما سور مكية، مما يعني أن سورة العنكبوت كذلك مكية، وعند القول بأن سورة المطففين هي سور مكية، فإنه يقصد بذلك آخر سورة كاملة قد نزلت في مكة، ولكن تلك السورة قد نزل بعضها قبل وبعضها بعد.
    • ذكر عن البعض أن سورة العنكبوت قد نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طريقه للهجرة إلى المدينة، وقد جاء في تلك السورة صفات المنافقين في الدنيا، والذي يعد ضمن الإخبار بالغيب.
    • تأتي بعض الأقوال على أن تلك السورة مكية عدا الإحدى عشرة آية الأولى منها، وكذلك الآية الستين منها.

علامات تحديد السور المكية

فيما يلي نتعرف على العلامات التي توضح السور المكية:[2]

  • تتميز السور المكية بأنها قصيرة، وآياتها كلك قصيرة؛ حتى تكون إعجازًا لأهل مكة الذين يعرفون بفصاحتهم وبلاغتهم القوية.
  • إن السور المكية تدعو إلى أركان الإيمان، فتدعو إلى الإيمان بالله تعالى وبرسله وملائكته، والإيمان باليوم الآخر، وذكر الدلائل المؤكدة حول كل مسألة، والتي يكون منها ما هو عقلي، ومنها ما هو نفسي.
  • يكثر استخدام أساليب التأكيد في السور المكية، وكذلك استعمال أسلوب التقرير، وتثبيت المعاني من خلال استخدام الأمثال وأسلوب القسم، وتكرار الآيات والكلمات، واستعمال التجسيم الحسي بكثرة أيضًا، وبالأخص في تصوير يوم القيامة، وتأتي كذلك الآيات على نسق وتناغم بها.
  • تأتي السور المكية بالدعوة إلى أصول التشريع والآداب الثابتة عبر الزمان، وفي كل مكان، وهي الخمس فضائل، وهي الصلاة وصلة الرحم والصدقات وتحريم القتل ووأد البنات وأخذ حقوق الناس بالباطل.
  • إن السور المكية تقيم الحجة على المشركين، ويأتي به توضيح لبطلان عبادة الأصنام، وبيان ذلك من خلال استخدام العقل، وكذلك بيان أن القرآن هو الحق مع ذكر الأدلة.
  • يأتي في السور المكية ذكر قصص الأنبياء؛ حتى تكون عبرة للناس، ومعرفة مصير من يكذبون الأنبياء بين الأقوام، وحتى تكون كذلك صبرًا للرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبته على ما يلقون من أذى.

المراجع

  1. البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي , صفحة 194، الجزء الأول
  2. المدخل لدراسة القرآن الكريم، محمد أبو شهبة , من صفحة 227 حتى 229، الجزء الأول