ابيات شعر عن الصداقة والأخوة

إن الصداقة هي كلمة عظيمة للغاية، والعثور على صديق يكون بالنسبة لنا مثل الأخ لا يعد شيئًا يمكن العثور عليه بسهولة، ولهذا فإن وجدنا هذا الصديق نشعر بالسعادة كثيرًأ، ونعبر عن حبنا له، ولقد عبر الشعراء عن الصداقة أيضًا من خلال قصائدهم.

ابيات شعر عن الصداقة والأخوة

فيما يلي أبيات شعر عن الصداقة والأخوة:

  • قصيدة صديق يداري الحزن عنك مماذق (مهيار الديلمي)[1]

“صديقٌ يداري الحزنَ عنك مماذقُ * ودمعٌ يُغبُّ العينَ فيك منافقُ

وقلبٌ إذا عانى الأسى طلبَ الأسى * لراحته من رقّ ودّك آبقُ

بكى القاطنون الظاعنون وقوَّضَ ال * حُلولُ وصاحت بالفراق النواعقُ

ولكنني بالأمس لم تسر ناقةٌ * بمختلَس مني ولم يحدُ سائقُ

سلا عنه في أيّ المفاوز فاتني * وطرفي له راعٍ وطِرفِيَ سابقُ

تباغضنا الدنيا على حبّنا وإن * رأت مللاً ظلّت خِداعاً تُوامقُ

سوى أننا نغترُّ يا يومَ وبلها * بعاجلةٍ والآجلاتُ الصواعقُ

تصدّت بزور الحسن تقنصنا وما * زخارفها إلا رُبىً وخنادقُ

تبسَّمُ والثغرُ المقبِّل ناهشٌ * وتحسرُ والكفّ المصافح حابقُ

أتأمل منها حظوةً وهي عانس * ولم يحظ أقوام بها وهي عاتقُ

أمات أخي في الودّ أم غاض زاخرٌ * من العيش عني أم تقوّضَ شاهقُ

أظلَّ غمامٌ ثم طلَّ حِمامُهُ * وقد كنتُ في عمياءَ وهي بوارقُ

أعُدُّ له الأيّامَ أرجو شفاءَه * ولا علمَ لي أنّ المنونَ تسابقُ

وأعدِلُ بالخوف الشكوكَ تعلُّلاً * فيا سوءَ ما جرّت عليّ الحقائقُ

بمن لستُ أنسى من رواحٍ وبُكرةٍ * مضى صابحٌ بالأمس قبلي وغابقُ

دعوت فما لي لم أُجَبْ إنّ عائقاً * أصمَّك عني أن يلبِّي لعائقُ

تخطَّى الدواءُ الداءَ وهو مجرَّبٌ * وفات طبيباً رأيُهُ وهو حاذقُ

خفرناك حقَّ الودّ إذ أنت آمن * وخنّاك يوم الموت إذ أنت واثقُ

وقمنا فأوسعنا إليك طريقَهُ * وحولَك منا جحفلٌ متضايقُ

نخالفك القصدَ اعتماداً وكنت من * تساق إلى أهوائنا فتوافقُ

رحيباً على الطرّاق منا فما لنا * بَعِلنا جميعاً يوم جاءك طارقُ

طوى معشرٌ ذاك التنافسَ واستوى ال * حسودُ المعادي فيك لي والموافقُ

وغاضت مودَّاتٌ أقضَّت وقُطِّعتْ * عُرىً كنت وصّالاً لها وعلائقُ

سروري حبيس في سبيلك وقفهُ * ولذة عيشي بعد يومك طالقُ

تمسَّك بما كنَّا عليه ولا تحُلْ * عهودٌ وإن حال الردى ومواثقُ

وكن لي على ما كنتَ أمسِ معوِّدي * غداً مستعِدّاً إنني بك لاحقُ

أتتك السواري الغادياتُ فأفرغتْ * عليك مِلاءً والجواري الشوارقُ

ولو لم يكن إلا البكاءُ لأنبتت * عليك بما تُجرِي الحِداقُ الحدائقُ

رَثيت بعلمي فيك حتى كأنها * تملِّي عليّ القولَ تلك الخلائقُ

وهل يبلغ القولُ الذي كنت فاعلاً * ولم تسمع الحقَّ الذي أنا ناطقُ

وأُقسم ما أعطتك فضلَ فضيلةٍ * أقولُ بها في مائق وهو فائقُ

وكيف يناجَى نازحُ السمع فائتٌ * عليه مَهيلٌ من ثرىً متطابقُ

إذا الحيّ يوماً كان في الحيّ كاذباً * نِفاقاً فإن الحيّ في الميت صادقٌ

مضى صاحبي عني وقد شاب ودّنا * فيا ليتَ هذا والوداد مُراهقُ

بجهدك لا تألفْ خليلاً فإنها * بقدر مسرّات الألوفِ البوائقُ”

  • قصيدة لي صاحب قد كنت آمل نفعه (ابن الرومي)[2]

“لي صاحبٌ قد كنتُ آمُلُ نفعَهُ * سَبقتْ صواعقُهُ إليَّ صبيبَهُ

رجَّيْتُهُ للنائبات فساءني * حتى جعلتُ النائباتِ حسيبَهُ

ولَما سألتُ زمانَهُ إعناتَهُ * لكن سألتُ زمانه تأديبَهُ

وعسى معوِّجُهُ يكونُ ثِقَافَهُ * ولعلَّ مُمرضَهُ يكونُ طبيبَهُ

يا من بذلتُ له المحبةَ مخلصاً * في كلّ أحوالي وكنتُ حبيبَهُ

ورعيتُ ما يرعى ومِلتُ إلى الذي * وردَتْهُ همَّتُهُ فكنتُ شَريبَهُ

شاركتُهُ في جِدِّهِ ورأيتُهُ * في هزله كُفْئي فكنتُ لعيبَهُ

أيامَ نسرحُ في مَرَادٍ واحدٍ * للعلم تنتجعُ القلوبُ غريبَهُ

وكذاك نشرع في غديرٍ واحدٍ * يصف الصفاءُ لوارديهِ طِيبَهُ

أيسوؤُني مَنْ لم أكنْ لأسوءَهُ * ويُريبني من لم أكن لأُريبَهُ

ما هكذا يرعى الصديقُ صديقَهُ * ورفيقَهُ وشقيقَهُ ونسيبَهُ

أأقولُ شعراً لا يُعابُ شبِيهُهُ * فتكونَ أوّلَ عائبٍ تشبيبَهُ

ما كلُّ من يُعطَى نصيبَ بلاغةٍ * يُنسيهِ من رَعْيِ الصديقِ نصيبَهُ

أَنَفِسْتَ أن أمررتُ عند خصَاصةٍ * سببَ الثراءِ وما وردتُ قليبَهُ

إني أراك لدى الورود مُواثبي * وإذا بدا أمرٌ أراك عقيبَهُ

ولقد رَعَيْتَ الخِصبَ قبلي برهةً * ورعيتُ من مرعى المعاشِ جديبَهُ

فرأيتُ ذلك كلَّه لك تافهاً * وسخطتُ حظَّك واحتقرتُ رغيبَهُ

شهد الذي أبْديتَ أنك كاشحٌ * لكنَّ معرفتي تَرَى تكذيبَهُ

وإذا أرابَ الرأيُ من ذي هفوةٍ * ضمنتْ إنابةُ رأيهِ تأنيبَهُ

ولقد عَمِرْتُ أظنُّ أنك لو بدا * منّي مَعيبٌ لم تكن لِتَعيبَهُ

نُبِّئْتُ قوماً عابني سفهاؤُهُمْ * وشهدتَ مَحْفِلَهُمْ وكنتَ خطيبَهُ

عابوا وعبْتَ بغير حقٍّ منطقاً * لو طال رميُك لم تكن لتصيبَهُ

ونَكِرتُمُ أنْ كان صدرُ قصيدةٍ * ذِكرَايَ غُصْنَ مُنعَّمٍ وكثيبَهُ

فكأنكم لم تسمعوا بمُشَبِّهٍ * قبلي ولم تتعودوا تصويبَهُ

الآنَ حين طلعتُ كلَّ ثَنيَّةٍ * ووطئتُ أبكارَ الكلامِ وَثيبَهُ

يتعنّتُ المتعنِّتُون قصائدي * جَهلَ المرتِّبُ منطقي ترتيبَهُ

الآنَ حين زَأَرْتُ واستمع العدا * زأْري وأَنذرَ كَلْبُ شَرٍّ ذِيبَهُ

يتعرَّضُ المتعرضون عدواتي * حتى يُهِرَّ ليَ المُهِرُّ كَلِيبَهُ

الآن حين سبقتُ كلَّ مسابقٍ * فتركتُ أسرعَ جريهِ تقريبَهُ

يتكلَّف المتكلفون رياضتي*  لِيُطِلْ بذاك مُعَجِّبٌ تعجيبَهُ

وَهَبِ القضاءَ كما قضيتَ ألم يكنْ * في محضِ شِعري ما يجيز ضريبَهُ

هلّا وقد ذُوِّقْتَ دَرَّ قريحتي * فذممتَ حَازِرَهُ حَمَدْتَ حليبَهُ

بل هبه عيباً لا يجوز ألم يكن * من حق خِلِّكَ أن تحوط مغيبَهُ

فتكونَ ثَمَّ نصيرَهُ وظهيرَهُ * وخصيم عَائِب شِعْرِهِ ومُجِيبَهُ

بل ما رضيتَ له بتركِك نصرَهُ * حتى نَعَبْتَ مع السَّفِيهِ نعيبَهُ

فَثَلَبْتَ معنى مُحسِنٍ وكلامَهُ * ثلباً جعلتَ كَبَدْيِهِ تعقيبَهُ

حتى كأنك قاصدٌ تعويقَهُ * عمَّا ابتغاهُ وطالبٌ تخييبَهُ

وأمَا ومابيني وبينَكَ إنَّه * عهدٌ رعيْتُ بعيدَهُ وقريبَهُ

لولا كراهةُ أن أملِّكَ شهوتي * قهرَ الصديقِ محبتي تلبيبَهُ

أو أن أجاوزَ بالعتاب حدودَهُ * فأكونَ عائبَ صاحبٍ ومَعيبَهُ

سيَّرتُ قافيةً إليك غريبةً * مَنْ سيَّرَتْهُ تضمّنتْ تغريبَهُ”

  • قصيدة ما عز من لم يصحب الخذما (إيليا أبو ماضي)[3]

“ما عَزَّ مَن لَم يَصحَبِ الخَذِما * فَاِحطِم دَواتَكَ وَاِكسِرِ القَلَما

وَاِرحَم صِباكَ الغَضَّ إِنَّهُمُ * لا يَحمِلونَ وَتَحمِلُ الأَلَما

كَم ذا تُنادِهِم وَقَد هَجَعوا * أَحَسِبتَ أَنَّكَ تُسمِعُ الرِمَما

ما قامَ في آذانِهِم صَمَمٌ * وَكَأَنَّ في آذانِهِم صَمَما

القَومُ حاجاتُهُم إِلى هِمَمٍ * أَو أَنتَ مِمَّن يَخلِقُ الهِمَما

تَاللَهِ لَو كُنتَ اِبنَ ساعِدَةٍ * أَدَباً وَحاتِمَ طَيِّئٍ كَرَما

وَبَذَذتَ جالِنوسَ حِكمَتَهُ * وَالعِلمَ رِسطاطاليسَ وَالشِيَما

وَسَبَقتَ كُلُمبوسَ مُكتَشِفاً * وَشَأَوتَ آديسونَ مُعتَزِما

فَسَلَبتَ هَذا البَحرَ لُؤلُؤَةً * وَحَبوتَهُم إِيّاهُ مُنتَظَما

وَكَشَفتَ أَسرارَ الوُجودِ لَهُم * وَجَعَلتَ كُلَّ مُبَعَّدٍ أَمَما

ما كُنتَ فيهِم غَيرَ مُتَّهَمٍ * إِنّي وَجَدتُ الحُرَّ مُتَّهَما

هانوا عَلى الدُنيا فَلا نِعَماً * عَرَفَتهُمُ الدُنيا وَلا نِقَما

فَكَأَنَّما في غَيرِها خُلِقوا * وَكَأَنَّما قَد آثَروا العَدَما

أَو ما تَراهُم كُلَّما اِنتَسَبوا * نَصَلوا فَلا عُرباً وَلا عَجَما

لَيسوا ذَوي خَطَرٍ وَقَد زَعَموا * وَالغَربُ ذو خَطَرٍ وَما زَعَما

مُتَخاذِلينَ عَلى جَهالَتِهِم * إِنَّ القَوِيَّ يَهونُ مُنقَسِما

فَالبَحرُ يَعظُمُ وَهوَ مُجتَمِعٌ * وَتَراهُ أَهوَنَ ما يُرى دِيَما

وَالسورُ ما يَنفَكُّ مُمتَنِعاً * فَإِذا يُناكِرُ بَعضَهُ اِنهَدَما

وَالشَعبُ لَيسَ بِناهِضٍ أَبَداً * ما دامَ فيهِ الخُلفُ مُحتَكِما

يا لِلأَديبِ وَما يُكابِدُهُ * في أُمَّةٍ لا تُشبِهُ الأُمَما

إِن باحَ لَم تَسلَم كَرامَتُهُ * وَالإِثمُ كُلُّ الإِثمِ إِن كَتَما

يَبكي فَتَضحَكُ مِنهُ لاهِيَةً * وَالجَهلُ إِن يَبكِ الحِجى اِبتَسَما

جاءَت وَما شَعَرَ الوُجودُ بِها * وَلَسَوفَ تَمضي وَهوَ ما عَلِما

سارَ الشُعوبُ إِلى العُلى عَنَقاً * وَوَنَت فَلَم تَنقُل لَها قَدَما

ما أَحدَثَت في الدَهرِ طارِقَةً * تَبقى وَلَيسَ تَليدُها عَلَما

ضَعُفَت فَلا عَجَبٌ إِذا اِهتُضِمَت * اللَيثُ لَولا بَأسُهُ اِهتُضِما

فَلَقَد رَأَيتُ الكَونَ سُنَّتُهُ * كَالبَحرِ يَأكُلُ حوتُهُ البَلَما

لا يَرحَمُ المِقدامُ ذا خَوَرٍ * أَو يَرحَمُ الضِرغامَةُ الغَنَما

يا صاحِبي وَهَواكَ يَجذُبُني * حَتّى لَأَحسَبُ بَينَنا رَحِما

ما ضَرَّنا وَالوِدُّ مُلتَإِمٌ * أَن لا يَكونَ الشَملُ مُلتَإِما

الناسُ تَقرَءُ ما تُسَطِّرُهُ * حِبراً وَيَقرَءُهُ أَخوكَ دَما

فَاِستَبقِ نَفساً غَيرُ مُرجِعِها * عَضُّ الأَنامِلِ بَعدَها نَدَما

ما أَنتَ مُبدِلُهُم خَلائِقَهُم * حَتّى تَكونَ الأَرضُ وَهيَ سَما

زارَتكَ لَم تَهتِك مَعانيها * غَرّاءَ يَهتِكُ نورُها الظُلَما

سَبَقَت يَدي فيها هَواجِسُهُم * وَنَطَقتُ لَمّا اِستَصحَبوا البُكُما

إِذا تُقاسُ إِلى رَوائِعِهِم * كانَت رَوائِعُهُم لَها خَدَما

كَالراحِ لَم أَرَ قَبلَ سامِعِها * سَكرانَ هِدَّ السُكرِ مُحتَشِما

يَخدُ القِفارَ بِها أَخو لَجَبٍ * يُنسي القِفارَ الأَينَقُ الرَسما

أَقبَستُهُ شَوقي فَأَضلُعُهُ * كَأَضالِعي مَملوأَةٌ ضَرَما

إِنَّ الكَواكِبَ في مَنازِلِها * لَو شِئتُ لَاِستَنزَلتُها كَلِما”

المراجع

  1. aldiwan.net , صديق يداري الحزن عنك مماذق , 2024-05-28
  2. aldiwan.net , لي صاحب قد كنت آمل نفعه , 2024-05-28
  3. aldiwan.net , ما عز من لم يصحب الخذما , 2024-05-28