هل الميت يسمع من يزوره

إن زيارة القبور والحديث مع الميت من الأشياء التي تخفف من مرارة الفقدان على أهل الميت، إلا أن الفائدة الحقيقية للمتوفي تكون في الصدقة والإحسان والدعاء له، وهو ما أوصى به الله تعالى في كتابه العزيز، والرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريفة.

هل الميت يسمع من يزوره

إن سماع الميت لصوت من يزوره تعتبر من الغيب، والتي لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد اختلف العلماء في ذلك، فمنهم من قال إن الميت يسمع كلام الأحياء، ومنهم من نفى ذلك، وقد استدل القائلون بصحة سماع الميت للأحياء ببعض الأدلة كما يلي:

• حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الميت حين قال “إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا “.^[1]
• حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في معركة بدر عندما خاطب القتلى المسلمين بعد ثلاثة أيام عندما قال “يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف”، فسمع عمر -رضي الله عنه- ذلك فقال: (يا رسول الله! كيف يسمعوا وأنى يجيبوا، وقد جيفوا؟) فقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا”.^[2]
• قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما أمر المسلمون بالسلام على أهل القبور بقوله: “قولوا السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”.^[3]

حكم القول بأن الميت يعلم من يزوره

إن القول بأن الميت يعلم ويحس بمن يزوره هو محل نظر، فقد قال بعض الفقهاء أن الميت لا يعلم من يزوره ولا يسمع، وقد استندوا بذلك إلى قول الله تعالى (إنك لا تسمع الموتى)^[4] وبقوله تعالى: (وما أنت بمسمع من في القبور)^[5]، وقد قال بعضهم أن الميت يعلم من يزوره، واستندوا بذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم “قولوا السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”، والحقيقة هي أنه يجب على المسلم الإحسان إلى أمواته، والدعوة إليهم بالمغفرة، وقد سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: يا رسول الله! هل بقي من بري أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ فقال صلى الله عليه وسلم “نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدها”.^[6]