شعر عن القمر والليل

يرمز القمر إلى الجمال؛ لأنه دائمًا ما يزين السماء بنوره الساطع إلى جانب النجوم المتلألئة، وهو ما يعتبر مناسبًا للشعراء وكتاب الخواطر في وصف جمال هذا المنظر الطبيعي الإلهي.

شعر عن القمر والليل

فيما يلي أجمل القصائد والأشعار عن القمر:

  • قصيدة يا قمر الليل إذا أظلما للشاعر أبو نواس:[1]

يا قَمَرَ اللَيلِ إِذا أَظلَما

هَل يَنقُصُ التَسليمُ مَن سَلَّما

قَد كُنتُ ذا وَصلٍ فَمَن ذا الَّذي

عَلَمَّكَ الهِجرانَ لا عَلَّما

إِن كُنتَ لي بَينَ الوَرى ظالِماً

رَضيتُ أَن تَبقى وَأَن تَظلِما

هَذا ابنُ إِسماعيلَ يَبني العُلى

وَيَصطَفي الأَكرَمَ فَالأَكرَما

يَزيدُ ذا المالِ إِلى مالِهِ

وَيَخلُفُ المالَ لِمَن أَعدَما

يَرى انتِهازَ الحَمدِ أُكرومَةً

لَيسَ كَمَن إِن جِئتَهُ صَمَّما

سَل حَسَناً تَسأَل بِهِ ماجِداً

يَرى الَّذي تَسأَلُهُ مَغنَما

  • قصيدة خائف من القمر للشاعر محمود درويش:[2]

خبِّئيني . أتى القمر

ليت مرآتنا حجر !

ألفُ سرّ سرّي

وصدركِ عارٍ

وعيون على الشجر

لاتغطّي كواكباً

ترشح الملح والخدر

خبِّئيني .. من القمر !

وجهُ أمسي مسافٌر

ويدانا على سَفَر

منزلي كان خندقاً

لا أراجيح للقمر..

خبِّئيني .. بوحدتي

وخذي المجد … والسهر

ودعي لي مخدَّتي

أنتِ عندي

أم القمر؟!

  • قصيدة أردت الشرب في القمر للشاعر ابن المعتز:[3]

أَرَدتُ الشُربَ في القَمَرِ

وَقَطعَ اللَيلِ بِالسَهَرِ

وَقَد جَمَّعتُ ما يُلهي

فَلَم أَترُك وَلَم أَذَرِ

فَدَبَّ الغَيمُ مُعتَمِداً

فَأَخفاهُ عَنِ النَظَرِ

فَبِتُّ أَفورُ مِن غَضَبٍ

عَلى الأَحداثِ وَالغِيَرِ

وَجاءَ إِلَيَّ شَيطاني

يُحَرِّشُني عَلى القَدَرِ

وَحاوَلَ كَفرَةً مِنّي

وَجَرَّأَني عَلى سَقَرِ

فَقامَ العَقلُ يُطفِئُ عَن

فُؤادي جَمرَةَ الضَجَرِ

وَوَلّى آيِساً مِنّي

وَفِزتُ عَلَيهِ بِالظَفَرِ

وَوَكَّلَ بي تَلامِذَةً

فَأَسقوني إِلى السَحَرِ

وَأَبدَوا لي مَليحَ الوَج

هِ مَنقوشاً مِنَ الشَرَرِ

تَمَرَّنَ في الهَوى وَبَدا

وَحَلَّ مَخانِقَ الصُوَرِ

فَما يَأتي عَلى طَلَبٍ

وَلا يَعصي مِنَ الحَصَرِ

وَأَغرَوني فَكانَ إِلَي

هِ ما قَد كانَ في سَكَري

فَلَمّا أَصبَحوا طاروا

إِلى إِبليسَ بِالخَبَرِ

  • قصيدة حزن في ضوء القمر للشاعر محمد الماغوط:[4]

أيها الربيع المقبل من عينيها

أيها الكناري المسافر في ضوء القمر

خذني إليها

قصيدةَ غرامٍ أو طعنةَ خنجرٍ

فأنا متشردٌ وجريحٌ

أحب المطرَ وأنينَ الأمواج البعيدة

من أعماق النوم أستيقظ

لأفكر بركبة امرأةٍ شهيةٍ رأيتها ذات يوم

لأعاقر الخمرة واقرض الشعر

قل لحبيبتي ليلى

ذات الفم السكران والقدمين الحريريتين

إنني مريضٌ ومشتاق إليها

إنني ألمح آثارَ أقدامٍ على قلبي

دمشق يا عربةَ السبايا الورديه

وأنا راقدٌ في غرفتي

أكتب وأحلم وأرنو إلى المارةِ

من قلب السماء العاليه

أسمع وجيبَ لحمك العاري

عشرون عامًا ونحن ندق أبوابك الصلدةَ

والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا

ووجوهنا المختنقة بالسعال الجارح

تبدو حزينةً كالوداع صفراء كالسل

ورياحُ البراري الموحشه

تنقل نواحنا

إلى الأزقةِ وباعة الخبزِ والجواسيس

ونحن نعدو كالخيولِ الوحشية على صفحاتِ التاريخ

نبكي ونرتجف

وخلف أقدامِنا المعقوفه

تمضي الرياح والسنابل البرتقاليه

وافترقنا

وفي عينيك الباردتين

تنوح عاصفةٌ من النجومِ المهروله

أيتها العشيقةُ المتغضنة

ذات الجسدِ المغطّى بالسعال والجواهر

أنت لي

هذا الحنين لك يا حقوده!

قبل الرحيلِ بلحظات

وتحت شمس الظهيرة الصفراء

كنت أسند رأسي على ضلْفات النوافذ

وأترك الدمعة

تبرق كالصباح كامرأة

فأنا على علاقةٍ قديمةٍ بالحزن والعبودية

وقرب الغيوم الصامتة البعيدة

كانت تلوح لي مئاتُ الصدورِ القذره

تندفع في نهرٍ من الشوك

وسحابةٍ من العيون الزرق الحزينة

تحدِّق بي

بالتاريخ الرابض على شفتي

يا نظراتِ الحزنِ الطويلة

يا بقعَ الدم الصغيرة أفيقي

إنني أراك هنا

على البيارق المنكسه

وفي ثنيات الثياب الحريريه

وأنا أسيرُ كالرعدِ الأشقر في الزحام

تحت سمائك الصافيه

أمضي باكيًا يا وطني

أين السفن المعبأة بالتبغ والسيوف

والجارية التي فتحت مملكة بعينيها النجلاوين

كامرأتين دافئتين

كليلةٍ طويلةٍ على صدر أنثى أنت ياوطني

إنني هنا شبحٌ غريبٌ مجهولٌ

تحت أظافري العطرية

يقبع مجدُكَ الطاعن في السن

في عيون الأطفال

تسري دقات قلبك الخائر

لن تلتقي عيوننا بعد الآن

لقد أنشدتكَ ما فيه الكفايه

سأطلُّ عليك كالقرنفلة الحمراءِ البعيدة

كالسحابة التي لا وطنَ لها

وداعًا أيتها الصفحاتُ أيها الليل

أيتها الشبابيك الأرجوانية

انصبوا مشنقتي عالية عند الغروب

عندما يكون قلبي هادئًا كالحمامه

جميلاً كوردة زرقاء على رابيةٍ،

أودُّ أن أموت ملطخًا

وعيناي مليئتان بالدموع

لترتفع إلى الأعناق ولو مرةً في العمر

فإنني مليءٌ بالحروف، والعناوين الدامية

في طفولتي،

كنت أحلم بجلبابٍ مخطَّطٍ بالذهب

وجوادٍ ينهب في الكروم والتلال الحجريه

أما الآن

وأنا أتسكع تحت نور المصابيح

أنتقل كالغريب من شارعٍ إلى شارعٍ

أشتهي جريمةً واسعةً

وسفينة بيضاء، تقلني بين نهديها المالحين،

إلى بلادٍ بعيده،

حيث في كل خطوةٍ حانةٌ وشجرةٌ خضراء

وفتاةٌ خُلاسيه،

تسهر وحيدةً مع نهدها العطشان

  • قصيدة مقتل القمر للشاعر أمل دنقل:[5]

وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس

في كل مدينة ،

(( قُتِل القمر ))!

شهدوه مصلوباً تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر !

نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره!

تركوه في الأعواد ،

كالأسطورة السوداء في عيني ضرير

ويقول جاري :

(( كان قديساً ، لماذا يقتلونه ؟))

وتقول جارتنا الصبية :

(( كان يعجبه غنائي في المساء

وكان يهديني قوارير العطور

فبأي ذنب يقتلونه ؟

هل شاهدوه عند نافذتي _قبيل الفجر _ يصغي للغناء!؟!؟))

….. …….. …….

وتدلت الدمعات من كل العيون

كأنها الأيتام – أطفال القمر

وترحموا…

وتفرقوا…..

فكما يموت الناس…..مات !

وجلست ،

أسألة عن الأيدي التي غدرت به

لكنه لم يستمع لي ،

….. كان مات !

****

دثرته بعباءته

وسحبت جفنيه على عينيه…

حتى لايرى من فارقوه!

وخرجت من باب المدينة

للريف:

يا أبناء قريتنا أبوكم مات

قد قتلته أبناء المدينة

ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف

وتفرَّقوا

تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة

يا أخوتي : هذا أبوكم مات !

ماذا ؟ لا…….أبونا لا يموت

بالأمس طول الليل كان هنا

يقص لنا حكايته الحزينة !

يا أخوتي بيديّ هاتين احتضنته

أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !

قالوا : كفاك ، اصمت

فإنك لست تدري ما تقول !

قلت : الحقيقة ما أقول

قالوا : انتظر

لم تبق إلا بضع ساعات…

ويأتي!

***

حط المساء

وأطل من فوقي القمر

متألق البسمات ، ماسىّ النظر

يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا

فمن هو ذلك المُلْقىَ على أرض المدينة ؟

قالوا: غريب

ظنه الناس القمر

قتلوه ، ثم بكوا عليه

ورددوا (( قُتِل القمر ))

لكن أبونا لا يموت

أبداً أبونا لايموت !

  • شعر حدث الشاعر عن نور القمر للشاعر نسيب عريضة:[6]

حَدَّثَ الشاعرُ عن نُورِ القَمَر

وافتِرارِ الليلِ عن ثغرِ السَحَر

عن شُمُوسٍ سَطَعت أنوارُها

تَملأ الأرضَ سُروراً والبَشَر

عن رِياضٍ فَتَحت أحضانَها

لعِناقِ الصَبِّ في ظِلِّ الشجَر

عن جمالِ الغيدِ في فِتنَتِهِ

عافَ هاروتُ الخُلُودَ المُنتَظَر

عن عُيونٍ حَلَّها سِحرُ الحَوَر

وخُدودٍ مَسَّها لُطفُ الخَفَر

وقُدودٍ قد طَغى الحُسنُ بها

جائراً جَورَ اقتِدارٍ وظَفَر

ينظُرُ الصَبُّ إِليها كَلِفاً

حَسبُهُ من نَظرَةٍ بعضُ الوَطَر

عن نُفوسٍ ظَفِرَت في عَيشِها

بالذي يرجو مُحبّ قد صَبَر

عن ليالٍ عَبَرَت ما عابَها

في التَلاقي والرِضى إِلّا القِصَر

عن أمانٍ لألأت في لَيلِها

فاز راجِيها بها قبلَ السَحَر

عن حياةِ المَجدِ والحبِّ كما

يَشتَهيها رَهطُ فرسانِ السَمَر

عن جِنانٍ وُعِدَ الخَلقُ بها

وعلى كَوثَرِها نِعمَ المَقَرّ

كلُّ هذا مُطرِبٌ تَسمَعُهُ

نفسُ مَحزونٍ فيُنسِيها الكَدَر

وأنا أَحسِبُ نفسي شاعراً

جاشَ في قلبي عزِيفٌ من وَتَر

وَتَرٌ واهٍ على ألحانِهِ

يَسكَرُ القَلب ويُفشِي ما سَتَر

ضاقَ ذَرعاً بالأسى لكنَّهُ

ظَلَّ في كِتمانِهِ حتى انفَجَر

فاسمَعُوا أناتِهِ تَروي لَكم

رَجعَ ما رَدَّدَهُ صوتُ الغِيَر

عن ظلامِ العَيشِ عن سجنِ البقا

عن فَيافي التيهِ عن ظُلمِ القَدَر

عن ليالي الوَيلِ عن قَطعِ الرَجا

عن دنوِّ البَينِ عن بُعدِ المَفّر

عن خِداعٍ عن شَقاءٍ عن شَجا

عن فِراقٍ عن دُموعٍ عن سَهَر

عن شَقيٍّ عن أبيٍّ عاثِرٍ

عن شَرِيدٍ عن نَبيٍّ مُحتَقَر

عن فقيرٍ حاسدٍ طَيرَ السَما

عن طَريدٍ ما لَهُ العُمرَ مَقَرّ

عن عَذاري بَذَلت أعراضَها

في سَبيلِ العَيش بِئسَ المُتَّجَر

عن ديارٍ بعدَ مجدٍ خَمَلَت

وبَنُوها الصِيدُ صاروا في النَفَر

ما بَقى من عِزٍّ أجدادٍ لهم

غيرُ ذِكرى مَن غَدا ضِمن الحُفَر

عن وكم من أنَّةٍ في وَتَري

في صَداها عَنعَناتٌ عن خَبَر

باطلاً تَرجُونَ لَحناً مُفرِحاً

قَطَّعَت أطرَبَ أوتاري العِبَر

فَدعُوا قلبي معَ الباكِينَ في

مأتَمِ العَيشِ على حالِ البَشَر

المراجع

  1. aldiwan.net , يا قمر الليل إذا أظلما , 2024-06-22
  2. aldiwan.net , خائف من القمر , 2024-06-22
  3. aldiwan.net , أردت الشرب في القمر , 2024-06-22
  4. aldiwan.net , حزن في ضوء القمر , 2024-06-22
  5. aldiwan.net , مقتل القمر , 2024-06-22
  6. aldiwan.net , حدث الشاعر عن نور القمر , 2024-06-22