بحث عن عقوق الوالدين

إن عقوق الوالدين هو عصيانهما، والتمرد عليهما، وعدم طاعتهما، ونكران فضائلهما وتضحياتهما، والعقوق هو كبيرة من الكبائر، والعقوق أيضاً فيه مخالفة لأوامر الله تعالى ونبيه الكريم، حيث حثّ -سبحانه وتعالى- على طاعة الوالدين والإحسان إليهما بشرط أن يكون ذلك الإحسان لا يخالف طاعة الله تعالى ولا يتضارب معها.

بحث عن عقوق الوالدين

فيما يلي سوف يُبَان بحث كامل عن عقوق الوالدين: [1]

مقدمة بحث عن عقوق الوالدين،

فإن للوالدين حقوقاً عظيمة، ومنزلة رفيعة في الشرع الحنيف، وقد ربط الله تعالى في العديد من الآيات والأحاديث الكريمة طاعته بطاعتهما، وسخطه بسخطهما، فقال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ، وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[2]، لذا فبر الوالدان أهم مقصد من مقاصد الشريعة، وهو يتوافق مع النفس السوية، وهو كذلك طريق الأولياء والصالحين منذ الأزل، وفي ذات الوقت، فقد نبّه الشرع الحنيف من عقوق الوالدين أو التطاول عليهما أو عصيانهما أشد التنبيه وخاصة عند كبرهما في السنّ، وقد قرن بين الكفر بالله وعقوق الوالدين، وهناك عدد كبير من أشكال العقوق، وأسبابه، ونتائجه سوف نتعرف عليها لاحقاً.

بحث عن عقوق الوالدين

فإن عقوق الوالدين أثره لا يكون فقط على المدى القصير، بل يمتد على المدى الطويل فيصل إلى عقوق الأبناء لهؤلاء الأهل العاقين، وعقوق الوالدين أثره عظيم على الوالدين ونفسيتهما، لذا يجب أن يعين الآباء أبناءهما على برهما من خلال تربيتهم التربية الحسنة، كذلك على الأبناء أن يفهموا معنى البر، وأهميته، وأثره، كذلك أن يعرفوا ما هو أثر العقوق على المدى القريب والبعيد، وفيما يلي بيان لأشكال العقوق، وأسبابه، وكيفية التخلص منه.

عقوق الوالدين له عدد كبير من الأشكال والمظاهر، وفيما يلي بعض أشكال العقوق:

    • رفع الابن صوته فوق صوت والديه: والتطاول عليهما بالكلام، الأمر الذي يؤدي إلى جرح مشاعرهما، ويتسبب لهما بالأذى النفسي الكبير.
    • إحراج الوالدين: فيقوم بعض الأبناء بإحراج والديهما، فيصيبهما بالحزن والألم.
    • التأفف في وجههما: وهي من كبائر الذنوب، لأن الله تعالى نهى عن قول كلمة أُف في وجه الأب أو الأم حتى وإن كان يعتقد الأبناء بأن هذه الكلمة عادية، ولا تؤذي والديه، فيجب الابتعاد عنها، وعدم التفوّه بها أبداً.
    • التسبب لهما بالحزن والألم: وذلك من خلال التصرفات التي قد يُقدم عليها بعض الأبناء، والتي قد تتسبب بتألم الوالدين وأذيتهما.
    • النظر إلى الوالدين نظرة غضب: أو حَنق أو احتقار، وهذا الأمر يثير مشاعرهما وقد يُبكيهما.
    • توجيه الانتقاد لهما: فقد يقوم بعض الأبناء بانتقاد والديهما بطريقة ما، كأن ينتقدوا طعام الأم، أو لباس الأب، أو طريقة تعاملهما أو كلامهما، وهذا كله من العقوق حتى وإن لم يظن الأبناء ذلك.
    • عدم تقدير جهودهما: فالأب والأم يُقدمان كل ما يستطيعان لأبنائهما حتى يكونوا بأعلى المراتب والدرجات، ولكن بعض الأبناء لا يشعر بهذا الجهد ولا يُقدّره.
    • شتم الوالدان أمام الآخرين: فقد يصل الحال ببعض الأبناء إلى شتم والديه أو ذمّهما على الملأ، وكذلك قد يقوم بعض الأبناء بتوجيه الكلام الجارح لوالديه.
    • تفضيل الأبناء والزوجة على الوالدين: وهو خطأ فادح قد يقع به بعض الأبناء بتفضيلهم للزوجة والأبناء على والديهم.
    • هجر الوالدان: والهَجر يكون بتركهما لمدة طويلة وعدم السؤال عن حالهما وأحوالهما، وعدم التواصل معهما، ومعرفة طلباتهما وتفقدّهما.

وهناك عدد كبير من الأسباب التي تؤدي إلى عقوق الأبناء لوالديها، وأهم هذه الأسباب هي:

    • الجهل بعقوبة عقوق الوالدين: فالكثير من الأبناء قد يجهلون نتائج عقوق الوالدين عليهما حالياً، أو في المستقبل.
    • التربية الخاطئة للأبناء: فبعض الآباء لم يعتد على تربية أبنائه على بره وطاعته، كذلك لم يعتد على تربيتهم على البر، والتقوى، والصلاح، فتكون النتائج عقوق هؤلاء الأبناء لآبائهما.
    • عقوق الآباء لوالديهما: فإن من نتائج عقوق الوالدين الدنيوية هو عقوبة الله تعالى لهؤلاء الآباء بعقوق أبنائهم لهم، وهي نتيجة دنيوية للعقوق.
    • عدم العَدل بين الأبناء: فالكثير من الآباء قد يفرقون بين أبنائهم عن قصد أو غير قصد بالعطاء، والقُرب، والهدايا وما إلى شابه ذلك، فيؤدي ذلك إلى كره الأبناء لوالديهم وعقوقهم لهم.
    • أصدقاء السوء: فالصديق السيء قد يحمل صديقه على عقوق والديه وخاصة إذا كان هذا الصديق عاقاً لوالديه، وكما هو معروف، فإن الصحبة السيئة لها تأثير كبير على الشخص، وقد تؤدي بالشخص إلى أن يعق والداه.
    • عدم إعانة بعض الوالدين أبنائهما على برّهما: وذلك بسبب طبيعة تصرفاتهما، وعدم تقديرهم لجهد أبنائهم الذين يحاولون برّهم، والتقليل من شأن هؤلاء الأبناء في بعض الحالات.

وأما أهم السبل التي يمكن اللجوء إليها من أجل التخلّص من العقوق فهي كما يلي:

    • مخافة الله تعالى، واستحضار العذاب الأخروي الذي أعدّه الله تعالى لمن يعق والديه.
    • التوبة النصوح لله تعالى: فالشخص العاق لوالديه يجب أن يتوب توبة نصوح لله تعالى، وأن يبتعد عن عقوق والديه، لأن عقوقهما سبب في عقاب الله تعالى.
    • الابتعاد عن رفاق السوء: لأن رفيق السوء قد يوصل صديقه إلى أن يعق والديه، لذا يجب الابتعاد عن مثل هؤلاء الأصدقاء بأي ثمن.
    • اتباع النهج النبوي بتربية الأبناء، والابتعاد عن التفرقة بينهم: وفي ذات الوقت استخدام أسلوب الحزم مع الأبناء مع احترام رغباتهم وخصوصياتهم.

خاتمة بحث عن عقوق الوالدين

في المقال السابق تم التعرف على ما هي عقوق الوالدين والتي تعني عدم طاعتهما، وعصيانهما، والتمرّد عليهما، وعدم احترامهما، كذلك ذُكر دليل أهمية بر الوالدين من القرآن الكريم وضرورة الابتعاد عن عقوقهما، وأيضاً ذُكر ما هي أهم أشكال عقوق الوالدين، وأيضاً ما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى عقوقهما، وذُكر كيفية التخلّص من هذه العقوق على مستوى الأبناء والآباء.

بحث عن عقوق الوالدين pdf

يمكن الاطلاع وتحميل بحث عن عقوق الوالدين مباشرة من خلال التوجه إلى الرابط التالي “من هنا“، حيث يحتوي هذا الملف على بحث كامل بيّن فيه تعريف عقوق الوالدين، وأسبابه، ونتائجه، وكيفية التخلص منه، والبحث بصيغة pdf وهو جاهز للطباعة.

بحث عن عقوق الوالدين doc

يمكن الاطلاع وتحميل بحث عن عقوق الوالدين مباشرة من خلال التوجه إلى الرابط التالي “من هنا” حيث يحتوي هذا الرابط على كل ما يخص العقوق من حيث تعريفه، وبيان أسبابه الرئيسية، نتائجه، وكيفية علاجه.

المراجع

  1. islamhouse.com , عقوق الوالدين , 2024-03-10
  2. سورة الإسراء , آية 23