ما هي وصايا لقمان بالترتيب

لقد أوصى لقمان ابنه عدداً من الوصايا المهمة، وهي وصايا صالحة لكل الأزمان والأوقات، وقد كانت وصايا بالغة الحكمة، وذلك لأنها نابعة من شخص حكيم، مستشعر لأهمية الحياة، وأهمية الالتزام بشرع الله تعالى ودينه، وجاءت هذه الوصايا مقترنة بشيء من الترهيب تارة والترغيب تارة أخرى، ووصايا لقمان هي عبارة عن عشر وصايا تشتمل على جميع النواحي التربويّة، والدينيّة، والاجتماعيّة.

ما هي وصايا لقمان

فيما يلي بيان لوصايا لقمان لابنه: [1]

  • الابتعاد عن الشرك: فقد حث لقمان الحكيم ابنه بالابتعاد عن الشرك بالله تعالى، لأن الشرك بالله ظلم كبير للنفس، وهو حَيد ومَيل عن الغاية الأساسية التي خلق الله تعالى لأجلها الناس ألا وهي توحيده وعبادته، وقد دل على هذه الوصية قوله تعالى في سورة لقمان: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[2].
  • بر الوالدين: وهي ثاني وصايا لقمان لابنه، وقد دل على هذه الوصية قوله تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[3]، فبر الوالدين وطاعتهما تأتي بعد طاعة الله تعالى وتوحيده، حتى إن الله تعالى قرن بين توحيده، وبر الوالدين لشدة أهمية برهما.
  • استشعار مراقبة الله تعالى وعلمه بكل شيء: فهذه الوصية من الوصايا الهامة، والتي تأتي في ترتيبها بعد الوصيتين الأولى والثانية، فيجب على المسلم أن يستشعر مراقبة الله تعالى له، وأن لا يتعدى حدود الشرع، وأن يلتزم بم أمر الله تعالى عنه، ويبتعد عما نهى عنه، فالوازع الديني يجب أن يظهر في كل تصرف من تصرفاتنا، وفي كل قول من أقوالنا، لأن الله تعالى هو العليم بكل شيء.
  • إقامة الصلاة: بعد تطبيق الوصايا السابقة، حث لقمان ابنه على أداء الصلاة والتزامها، لأن الصلاة هي الركن الأول من أركان الإسلام، ومتى صلحت صلاة العبد صلح كل عمله، ومتى فسدت فسد عمله، كذلك فإن الصلاة جامعة لكل الأعمال والعبادات.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهي وصية مهمة من وصايا لقمان، بل هي قاعدة من قواعد الدين الحنيف، فقد أوصى الشرع الحنيف عباده على التعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، فنجد أن لقمان الحكيم جاء لترسيخ هذه الوصية في نفس ابنه بطريقة مختلفة.
  • الصبر: يعد الصبر من أهم الأمور التي تعين المسلم على القيام بالأمر والمعروف والنهي عن المنكر، كذلك الصلاة تحتاج إلى صبر، وبر الوالدين يحتاج إلى الصبر، وكل الوصايا السابقة تحتاج إلى الصبر، فإذا تحلى المسلم بالصبر سيطبق كل الوصايا بإذن الله تعالى.
  • الابتعاد عن التكبر على الناس: فقد ذٌكر ذلك في الوصية السادسة من وصايا لقمان لابنه، وذلك في قوله تعالى في سورة لقمان: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}[4]، وهذه الوصية تعتبر أصلاً من أصول التربية، وطريقة للتعامل مع الناس، ويقصد بتصعير الخد: النهي عن التكبر والتعالي على الآخرين، والميل بالوجه عنهم تكبراً.
  • الابتعاد عن المشي بكِبر وخيلاء وفخر: فهذه الوصية مُتممة للوصية السابقة، وذلك لشدة أهميّة التواضع، وخطورة الكِبر، عاد لقمان ليؤكد هذه الوصية على ابنه، حاثاً إياه بالابتعاد عن المشي بفخر، وتكبر، وخيلاء، لأن الله تعالى لا يحب العباد المتكبرين والمتعالين.
  • الاعتدال في المشي: بعد أن تُطَبَّق الوصيتين السابقتين، حتماً ستكون نتيجة ذلك أن يمشي الشخص باعتدال وتوسط، بدون إسراع في المشي أو بطئ، وهذه دعوة إلى التوسط والاعتدال في كل أمر من الأمور، وليس فقط في المشي، وهذه تاسع وصايا لقمان لابنه.
  • خفض الصوت: فالصوت المنخفض يدل على الثقة بالنفس، وأما الصوت المرتفع هو دليل على ضعف الحجّة والشخصية، فصاحب الصوت المرتفع هو شخص يحاول فرض رأيه بالقوة على الآخرين، لذا نهى لقمان ابنه عن رفع صوته، كذلك لأن الصوت المرتفع هو شبيه بصوت الحمار الذي يعتبر أقبح الأصوات، وأنكرها إطلاقا.

المراجع

  1. alukah.net , وصايا لقمان التربوية , 2024-03-19
  2. سورة لقمان , آية 13
  3. سورة لقمان , آية 14
  4. سورة لقمان , آية 18

مقالات ذات صلة